الغلو هو تجاوز حدود الاعتدال سواء أكان ذلك في أمور الدنيا أو في أمور الدين. وقد أرسى محمد قواعد فكرية وسلوكية لمحاربة التطرف. وقد كره الغلو في الدين والتشدد فيه كما أنه كره الانغماس في الملذات والمغالاة في الطعام واللباس وغير ذلك من أمور الدنيا ومادياتها.

 "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" 

(الآية 143 سورة البقرة)

جاء مرة ثلاثة رجال يسألون عن عبادة النبي محمد فلما أخبروا عنها وجدوها قليلة وظنوا أنها كذلك لأنه رسول الله وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأنه يتوجب عليهم أن يبالغوا في عباداتهم حتى ينالوا رضوان الله ولو كان ذلك على حساب حاجاتهم الجسدية. فقال أحدهم إنه سيصلي الليل أبدا (أي لن يرتاح أو ينام في الليل) وقال الثاني إنه سيصوم كل أيام العام فلا يفطر أبدا وقال الثالث إنه سوف يعتزل النساء ولا يتزوج أبدا.

انظر الحديث في صحيح البخاري 4776

 فلما جاء محمد وعلم ما قالوا، قال لهم: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر، وأُصلي وأَرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني »

( رواه البخاري ومسلم )  

يؤكد الإسلام على النظافة بشكل ملحوظ حتى أصبحت النظافة سمة من سمات المجتمع المسلم، فالنظافة من الإيمان ولا يكتمل الإيمان من دون طهارة الجسم والروح. قال الله تعالى في كتابه الكريم:

"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"

(الآية 222 سورة البقرة)

"وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ"(الآية 4 سورة المدثر)

إن تركيز محمد على استعمال المسواك أو السواك لتنظيف الأسنان يحمل دلالات أدبية وصحية وطبية، وقد كشف الطب الحديث عنها فيما بعد. قال الرسول:

«السواك مطهرة للفم مرضاة للرب »

(أخرجه النسائي)

وقال :

«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة » (أخرجه البخاري )

يعتقد البعض أن تنظيف الأسنان بالسواك أمر بدائي انتشر قبل تطوير معاجين الأسنان.

كان محمد يستعيذ بالله من العجز والكسل والهم والحزن وكان يحب النشاط ويشجع أصحابه على أن يعلموا أبناءهم الرياضات المختلفة من جري وركوب خيل ورماية وسباحة وغير ذلك. وقد كان محمد يسابق زوجته عائشة فيغلبها مرة وتغلبه مرة.

أنشأ محمدٌ ميدانا للسبق غرب المسجد النبوي لا يزال موقعا معروفا حتى الآن, وبُني بجانب الميدان مسجدٌ صغير (سُمّي في ما بعد بمسجد السبق).

والرياضات الجماعية تنميّ روح التعاون والمنافسة الشريفة وتحافظ على صحة البدن فهي غذاء للجسم والعقل معا. وللرياضة في الإسلام ضوابط ترتكز على أسس أخلاقية وحضارية منها الاحتشام باللباس وعدم الانشغال بها عن الصلاة وحقوق الله وأن لا يدخلها المراهنات الشبيهة بالمقامرة وأن لا تعرض حياة الإنسان أو الحيوان للخطر المحقق.