جار التحميل ...

صفاته

صفات النبي (عليه الصلاة والسلام) وشمائله

يعتقد المسلمون بحرمة تصوير الأنبياء والرسل إجلالاً لهم وتعظيم لدورهم الذي اقترن بخالق الكون فلا توجد عند المسلمين صور أو رسومات تظهر ملامح محمد ولا من جاء قبله من الأنبياء والرسل. لكن التاريخ الإسلامي يزخر بالروايات والأحاديث المحققة والمتواترة والتي نقلت لنا أوصاف محمد الخَلْقية والخُلُقية بدقة وعناية.

history

أوصافه وملامحه

كان محمد (عليه الصلاة والسلام) ذا بشرة بيضاء تميل للحمرة وكان جميل الوجه،من رآه هَابَه وأجَلَّه واحترمه ومن خالطه أحبه. كان وجهه كالقمر يتلألأ نورا كما وصفه أصحابه وكان عريض الجبهة واسع العينين. عيناه سوداوان وشعره أسود فيه شعرات بيض ليس بالأملس ولا بالأجعد ولحيته كثيفة الشعر.

لم يكن قصيرا ولا طويلا بل كان متوسط الطول ولم يكن بديناً ولم يكن كبير البطن بل كانت بطنه بمستوى صدره. وكان واسع الصدر قوي الجسم يمشي بقوة ونشاط ويرفع قدميه ولا يجرهما على الأرض. وإذا التَفَتَ لأحدٍ خلفه كان يلتفِتُ بكامل جسمه.

history

طبعه وشخصه

كان هادئ الطبع ومرن التعامل، ليس فظاً ولا غليظاً. ووصفه أنس بن مالك الذي خدمه عشر سنين بأنه من أحسن الناس خلقا وما قال له أف قط. كان معظم ضحكه التبسم وكان يمازح أصحابه ولا يقول إلا حقا. ولم يكن محمد فاحشا في كلامه ولا متفحشا، أي لم يكن يتكلف أو يتعمد السوء في كلامه وأفعاله. كما أنه لم يكن صخّابا أي عالي الصوت أو شديد الصياح بل كان محبوبا متزن الطباع.

صفة كلامه

لم يكن محمدٌ كثير الكلام ولكن إذا تكلم تحدث بطلاقة وإيجاز وبلاغة. وكان إذا أكد على أمر ما، كرر ذلك ثلاثا. كان صادق الحديث لا يقول إلا حقا. كان يكره الجِدال ولم يكن عيَّابا ولا مدَّاحا. لم يكن يتكلم إلا فيما رجا ثوابه من الله ولا يرجو من كلامه إلا مرضاة الله تعالى. وقال محمد معلّما أصحابه:

أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الِمراء وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإنْ كان مازحا، وبيتٍ في أعلى الجنةً لمن حسن خلقه. (أخرجه أبوداوود )
history

مزاجه وعواطفه

بل كان كثيرا ما يوصي أصحابه بالحلم والإبتعاد عن الغضب، إلا فيما يتعلق بانتهاك حرمات الله تعالى فلم يغضب لنفسه قط.
وذكرت عائشة زوج الرسول أنه ما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادما ولا امرأة ولم يكن يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

history

تعامله مع الناس

كان محمد (عليه الصلاة والسلام) يبدأ الناس بالسلام ويعلم أصحابه أن التبسم في وجه الآخرين صدقة. وما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما.

لم يكن يتدخل فيما لا يعنيه. كان ودوداً وصادقاً في تعامله مع الآخرين. عندما عمل في التجارة عرفه الناس بلقب الصادق الأمين.

وكان يجلس حيثما ينتهي به المجلس فلا يزاحم أحدا وكان يعطي كل انتباهه لمن يحدثه فلم يكن يقاطع أحدا حتى ينتهي الآخر من حديثه. وكان شديد الحياء ولا يأتي من الأفعال ما يعاب عليه.

history

أسلوب معيشته

لم يكن محمد مبذرا ولا مُقَتِّراً بل كان معتدلا ومتواضعا في كل أمور حياته. لم يكن كثير الطعام، وما انتقص أو عاب طعاما قط. ولم يشبع من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض. كان يأكل بيمينه ويلعق أصابعه ويحمد الله بعد طعامه.

وكان كسائر الناس يخدم نفسه ويَحلِب شاته وعندما يكون في بيته كان يمضي وقته في مساعدة أهله. كان يحب النظافة ويلبس الحسن من الثياب دون تكلف. وكان يحب الطيب (أي العطر) ذا الرائحة الطيبة ويضع كحل «الإثمد » في عينيه.

بعد صلاة الفجر كان يحب أن يبقى في مصلاه ليقرأ القرآن ويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وترتفع.وكان يقوم الليل كل ليلة واذا نام عن حزبه صلاه في النهار.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ " (متفق عليه).

كان محمد جوادا كريما يعطي الناس عطاء من لا يخشى الفقر، لكنه لم يكن يقبل لنفسه أو لأهله الأخذ من مال الزكاة، ولم يرض أن يَستعمل أحدا من أهل بيته في جباية الزكاة من المسلمين.

كان بيته بسيطا مبنيا من طين، وغُطِّيَ سقفه بسعف النخيل وجلود الجمال وكان يقول:

"ما لي وللدنيا وما للدنيا ولي.. والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها" (أخرجه أحمد في "مسنده" ) .