- الصفحة الرئيسية
-
الشهادات
الشهادات
في تصنيف فريد وموضوعي لأعظم الشخصيات تأثيرا في العالم، قارن العالم الأمريكي مايكل هارت بين مائة شخصية من العظماء عبر التاريخ، وكانت المفاجأة أنه اختار محمدا (عليه الصلاة والسلام) ليكون على رأس قائمة أعظم الشخصيات في التاريخ. الشخصيات التي ذكرها في كتابه ك...
قراءة المزيد + -
شخصيته
شخصيته
يعتقد المسلمون بحرمة تصوير الأنبياء والرسل إجلالاً لهم وتعظيم لدورهم الذي اقترن بخالق الكون فلا توجد عند المسلمين صور أو رسومات تظهر ملامح محمد ولا من جاء قبله من الأنبياء والرسل. لكن التاريخ الإسلامي يزخر بالروايات والأحاديث المحققة والمتواترة والتي نقلت لنا أوصاف محمد الخَلْقية والخُلُقية بدقة وعناية.
قراءة المزيد + - السيرة شخصية
السيرة شخصية
مُحمّد بن عبد الله بن عبد المطلب ينتهي نسبه إلى النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم عليهما السلام. ينتمي إلى بني هاشم قبيلة ذات مستوى رفيع في الجزيرة العربية.
قراءة المزيد + - النبوءة
- الحضارة الإسلامية
الحضارة الإسلامية
- المرأة في الإسلام
المرأة في الإسلام
- حقوق الانسان
حقوق الانسان
أعلن محمد نفسه رسول الله. لقد تلقى رسالة إلهية للبشرية وكافح من أجل نقلها إلى جميع الناس لكنه لم يجبر أي شخص على قبولها.
قراءة المزيد + - بيئة
بيئة
تم العثور على شجرة الركوع في موقع تخييم في ناورا ، جنوب سيدني ، أستراليا. يشبه الانحناء لله في صلاة المسلمين. تبدو الحافة السفلية للشجرة وكأنها رأس شخص ينحني.
قراءة المزيد + - المعجزات
- أقواله
- الخاتمة
الخاتمة
سجل التاريخ تفاصيل دقيقة عن حياة محمد بالإضافة إلى تعامله السامي والإنساني مع الناس.
قراءة المزيد + - الفنون الإسلامية
- اخر الاخبار
- الصفحة الرئيسية
السيرة شخصية
محمد
السيرة شخصية
تعريف مختصر بالنبي عليه الصلاة والسلام
الاسم | |
مُحمّد (عليه الصلاة والسلام) |
---|---|
اسم الأب | |
عبد الله بن عبد المطلب (ينتهي نسبه إلى النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم عليهما السلام). |
اسم العائلة | |
ينتمي إلى بني هاشم وهي قبيلة ذات مستوى رفيع في الجزيرة العربية. |
تاريخ الولادة | |
20 أو 22 أبريل 570 م ( 9 أو 12 ربيع الأول من عام الفيل). |
مكان الولادة | |
مدينة مكة المكرمة في الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية حالياً). |
تاريخ الوفاة | |
يونيو 632 م ( 12 ربيع الأول سنة 11 هجرية – وكان عمره 63 سنة تقريبا). |
مكان الوفاة | |
المدينة المنورة – 400 كم تقريبا شمال مكة المكرمة. |
طفولته وشبابه عليه الصلاة والسلام
من الولادة وحتى عمر سنتين | |
توفي والده قبل ولادته. أرسلته والدته كعادة العرب آنذاك خارج مكة إلى مرضعة تسمى حليمة السعدية. |
||
---|---|---|---|
من 2 - 6 سنوات | |
عاش مع والدته آمنة إلى أن توفيت في عام 576 م. |
||
من 6 - 8 سنوات | | عاش مع جده عبد المطلب إلى أن توفي.
|
|
|
من 8 - 25 سنة | |
عاش مع عمه أبي طالب وكان أباً لعشرة أبناء. |
حياته العملية عليه الصلاة والسلام
من الطفولة إلى منتصف العشرينيات | |
عمل في رعي الغنم ثم عمل في التجارة مع عمه أبي طالب. كان عمره 12 عاما عندما رافق عمه لأول مرة في تجارة إلى بلاد الشام. |
---|---|
من منتصف العشرينيات إلى 40 عاما | |
عمل في التجارة لصالح امرأة ثرية تدعى خديجة بنت خويلد. وعُرفَ محمد عليه السلام في مجتمعه بالصدق والأمانة وسرعان ما أطلق عليه لقب “الصادق الأمين”. |
من 40 إلى 63 سنة | |
عندما بلغ الأربعين من العمر ( 610 م تقريبا )، نزل عليه الملك جبريل بالرسالة والنبوة فكرس حياته لتبليغ رسالة الله وكتابه (لقومه ولكل الناس) ليكون دستور حياة تتحقق من خلاله العدالة الاجتماعية والسلام والخير لكل البشرية. قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) |
تعليمه عليه الصلاة والسلام
كان محمد (عليه الصلاة والسلام) أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولم يعش خارج مكة ولمَ يسْعَ لاكتساب معرفة من خارج حدود بلده.
عندما بلغ الأربعين عاماً تلقى القرآن الكريم وحيا من رب العالمين، نزل عليه الملك جبريل عليه السلام فعلمه كلام الله فحفظه محمد(صلى الله عليه وسلم) وبلغه للناس حرفيا دون نقص أو إضافة.
وقد جمعت أقوال محمد وتعاليمه في ما يسمى ب «كتب السنة النبوية الشريفة » وهي تختلف باللفظ والصياغة عن القرآن الكريم.
حياته العائلية عليه الصلاة واالسلام
تزوج محمد من زوجة واحدة مدة 25 سنة:
وكانت زوجته خديجة بنت خويلد أرملة من عائلة كريمة من بني أسد وكانت محل تقدير واحترام في قومها. عمل محمد في تجارتها، فلما وجدت فيه من سمو الأخلاق والولاء والوضوح والأمانة في التعامل مع الناس، عرضت عليه (بواسطة طرف ثالث) أن يتزوجها وتم الزواج.
زواج ناجح:
على الرغم من أن خديجة كانت أكبر من محمد ب 15 سنة على أشهر الروايات غير أنهما كانا من طبقتين اجتماعيتين متماثلتين.
ولم يكن فارق السن ليشكل عقبة أمام تأسيس عائلة وإنجاب أطفال في ظل زواج ناجح ومستقر سادته المحبة والوفاء. استمر زواج النبي بخديجة رضي الله عنها 25 سنة إلى أن توفيت عام 619 م.
أب لستة أبناء:
أنجب محمد (عليه الصلاة والسلام) من خديجة رضي الله عنها أربع بنات وهن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وولديْن وهما القاسم الذي توفي وهو في الثالثة من عمره وعبد الله الذي توفي وهو في الرابعة من عمره.
زوج محب ووفيّ:
أحب محمد (عليه الصلاة والسلام) زوجته خديجة وأخلص لها ولأبنائه، وكان يقضي وقته مع عائلته فيرعى أبناءه ويساعد زوجته في مختلف الأعمال المنزلية.
610 م بدء الرسالة
بدء الرسالة
تلقى محمد الوحي الإلهي بينما كان معتكفا يتعبد ربه في غار حراء في جبل النور في مكة.
وفي ذلك اليوم نزل الملك جبريل بالأمر الإلهي لتبدأ مهمة تبليغ رسالة الله للبشرية. وبعث الله محمدا رسولا لقومه وللناس كافة يدعوهم للإيمان بالله الذي لا إله إلا هو، وقبول رسالته.
تلك الرسالة التي يتطلب تبليغها إيمانا صادقا وإخلاصا متناهيا والتزاما قويا وأمانة تامة.
612-610 م
المسلمون الأوائل
دعا محمد أهله وأصحابه المقربين إلى الإيمان بالله وبرسالته فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد وصاحبه أبوبكر الصديق وابن عمه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة (مولى أو خادم محمد ) رضي الله عنهم. واستمرمحمد وأصحابه بالدعوة الفردية لله من دون الجهر بها في الأماكن العامة وذلك مدة ثلاث سنوات، آمن خلالها عدد من الفقراء والأغنياء وصفوة الناس من الرجال والنساء والعبيد. ومن أهم من آمن به في هذه الفترة عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وعمار بن ياسر وسعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب (أخت عمر بن الخطاب) رضي الله عنهم أجمعين.
615-613 م
قادة قريش يقاومون الدعوة للإسلام
بعد ثلاث سنوات من الدعوة الفردية والانتقائية، بدأ محمد وأصحاه يدعون الناس جهرا وعلنا للإيمان بالله الواحد وقبول رسالته وترك عبادة الأصنام. إلا أن قادة قريش لم يقبلوا دعوة محمد فاتهموه بأنه شاعر وساحر ومجنون مع أنه كان معروفا لديهم بالصدق والأمانة والحكمة.
إغراء وتهديد
حاول قادة قريش أن يثنوا محمدا عن دعوته إلى الإسلام بالإغراء تارة وبالتهديد تارة أخرى، وحاولوا منع الناس من الاستماع إليه وأظهروا مزيدا من العداء لمن دخل في الإسلام وعذبوا الفقراء والضعفاء والعبيد منهم وقتلوا بعضهم وتعرضوا لشخص محمد بالأذى.
الرسول يعزز أصحابه
كان محمد يحث أصحابه على الصبر والمثابرة، وكان يداوم على اللقاء بهم في دارالأرقم بن أبي الأرقم المخزومي التي كانت أشبه بمدرسة يعلم أصحابه فيها القرآن الكريم الذي كان ينزل وحيا متتابعا عليه، وكان يعلمهم القيم والأخلاق ويغرس فيهم الشعوربالمسؤولية والالتزام لتبليغ رسالة الله تعالى للناس كافة.
ولما رأى محمد ما تعرض له أصحابه من مضايقات وتهديد وتعذيب سمح لبعضهم بالهجرة إلى الحبشة (إثيوبيا حالياً) وكان يحكمها ملك عادل يعرف بالنجاشي.
وفي هذه الفترة اعتنق الإسلام اثنان من أقوى رجال مكة وهما عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب عم الرسول وكان ذلك علامة مهمة على طريق الدعوة للإسلام.
616 – 618 م
مقاطعة الرسول اقتصادياً واجتماعياً
كرر قادة قريش مساومتهم لمحمد لكن موقفه كان ثابتا لأنه يحمل رسالة الله للناس أجمعين فلا مجال للمساومة على الحق.
وقرر بعدها قادة قريش أن يضربوا حصاراً اقتصادياً واجتماعياً على محمد والمؤمنين معه. ودام الحصار ثلاث سنوات منعوا الناس خلالها من مخالطة المسلمين ومبايعتهم، فعانى محمد وأصحابه معاناة شديدة. وكانت تلك الفترة صعبة على المسلمين ولكنهم صبروا وتمسكوا بدينهم.
619 – 620 م
عام الحزن
في عام 619 م ، تراجع قادة مكة عن حصارهم للمسلمين بعد أن ثبت لهم عدم جدواه ولكن في العام ذاته توفي عم النبي أبو طالب الذي رباه ورعاه ونصره ثم توفيت زوج النبي خديجة بنت خويلد التي أحبته وناصرته وكانت وفية له. حزن محمد حزنا شديدا وتعب من قادة مكة وعنادهم فتوجه إلى الطائف التي تبعد مسافة 80 كم تقريبا شمال مكة، لكن أهلها واجهوه بالعداء وآذوه وأخرجوه منها.
620 – 622 م
وميض أمل
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها محمد وأصحابه إلا أنه استمر بالدعوة لله مؤمنا به وبرسالته وموقنا بتأييده وفرجه فعرض الإسلام على عدد من القبائل العربية ولكنه لم يلق دعما ولا قبولا إلا من أفراد محدودين آمنوا به فأسلموا كأبي ذر الغفاري وطفيل الدوسي وضماد الأزدي.
ثم حدث أن اجتمع محمد مع ستة أشخاص جاؤوا من مدينة يثرب في موسم الحج. ويسكن يثرب قبيلتان عربيتان كبيرتان هما الأوس والخزرج بالأضافة إلى عدد من قبائل اليهود. ودعا محمد هؤلاء الأشخاص للإيمان بالله الواحد الأحد وحدثهم عن رسالة الإسلام ، وكانوا من قبيلة الخزرج وقد سمعوا من يهود يثرب ببعثة نبي جديد فآمنوا جميعهم به وبرسالته واتفقوا على دعوة قومهم والعودة إلى مكة في موسم الحج الق ادم للقاء محمد..النبي والرسول.
مسلمون جدد من يثرب يتعهدون بالولاء للنبي
عادت هذه المجموعة من أهل يثرب في العام الذي يليه ( 621 م) ومعها ستة أشخاص آخرين بعضهم من قبيلة الأوس فجلسوا مع محمد وتحدثوا معه فآمنوا به وعاهدوه ألا يعبدوا إلا الله الواحد الأحد وألا يشركوا به أحدا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا ولا يعصوا رسول الله . ويسمى هذا الاتفاق والعهد ببيعة العقبة الأولى حيث تم في منطقة مِنى عند العقبة (وهي مكان رمي الجمرات حاليا).
وعاد هؤلاء إلى يثرب وأخذوا يدعون قادة القبيلتين الأوس والخزرج وأبناء عشيرتهم إلى الإسلام، ثم عادوا ثانية في موسم حج العام الذي يليه ( 622 م) وكانوا أكثر من سبعين شخصاً وكان معهم امرأتان.
وعاهد الجميع النبي محمداً بمثل ما عاهد عليه إخوانهم من قبل. ويسمى هذا اللقاء ببيعة العقبة الثانية وكانت منعطفا مهما في تاريخ الدعوة لله تعالى.
مجتمع إسلامي في يثرب يهاجر إليه المسلمون
اعتنق الإسلام قادة أكبر قبيلتين في يثرب وهما قبيلة الأوس وقبيلة الخزرج وبذلك دخل في الإسلام معظم أو جميع أبناء القبيلتين. وسمح محمد لأصحابه من أهل مكة بالهجرة إلى يثرب ليعيشوا مع إخوانهم بعيدا عن بطش قادة قريش.
622 م ) 1 للهجرة(
تآمر قادة قريش لقتل محمد وخروجه مهاجراً إلى يثرب
خشي قادة قريش من ازدياد أتباع محمد وانتشار دين الإسلام في الجزيرة العربية فقرروا أن يتخلصوا منه وتآمروا في دار الندوة على قتله. إلا أن محمدا خرج هو وصاحبه أبو بكر الصديق من مكة إلى غار ثور ومكثا فيه ثلاثة أيام ثم هاجرا إلى يثرب. وقد مثلت هجرة محمد أكبر نقطة تحول في تاريخ الإسلام. ففي يثرب ازدهر الإسلام وظهر نظام اجتماعي جديد وتشكلت نواة الدولة الإسلامية.
624-623 م
المسلمون يبايعون محمدا في المدينة
بويع محمد رسول الله على السمع والطاعة في المنشط والمكره. كان أهل يثرب مزيجاً من العرب واليهود. وعلى الرغم من وجود قبيلتين كبيرتين فيها وثلاث قبائل يهودية صغيرة، فقد كان المجتمع العربي في يثرب أكبرمن المجتمع اليهودي.
النبي يغير اسم يثرب إلى المدينة
أطلق النبي اسم «المدينة » على يثرب.
ولم تعد يثرب (بعد هجرة محمد إليها) مدينةً للأوس أو الخزرج أو اليهود بل أصبحت موطناً لكل المؤمنين بالله يحكمها رسول الله.
ودعا النبي بالبركة للمدينة وأن يحببها الله للمسلمين وقال في مناسبة أخرى: "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" رواه البخاري ومسلم
النبي محمد يؤسس المجتمع الجديد في المدينة
كان أول عمل قام به محمد في المدينة أنه بنى المسجد ليجتمع فيه المسلمون ويؤدوا فيه صلواتهم وآخى بين المهاجرين من مكة والأنصار من المدينة فازداد تآلفهم وتحاببهم. ودعا محمد الناس في المدينة إلى تحقيق الوحدة والتماسك الاجتماعي. وقال: أراد النبي أن يربط بين هذه الأعمال ورضى الله جل وعلا ليجعل الناس يعيشون في عدالة وأمن في مجتمع فيه المسلم وغير المسلم.
محمد يضع أول معاهدة مع اليهود في المدينة
قام النبي بكتابة أول وثيقة أو صحيفة تضمن التعايش السلمي بين المسلمين واليهود واحترام حقوق الطرفين.
ضمنت المعاهدة حرية ممارسة الدين والعبادة لكل من المسلمين واليهود وأقرت أن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم وبينهم النصح والبر وإقامة العدل ونصرة المظلوم. ووفرت المعاهدة الحماية والأمن لكل سكان المدينة ومنع التعدي على ممتلكات الآخرين وطالبت الجميع بأن يشتركوا في الدفاع على المدينة في حال تعرضها لاعتداء خارجي. (انظر: السيرة لابن إسحاق)
624-623 م
محمد يضع أول معاهدة مع اليهود في المدينة
قام النبي بكتابة أول وثيقة أو صحيفة تضمن التعايش السلمي بين المسلمين واليهود واحترام حقوق الطرفين.
ضمنت المعاهدة حرية ممارسة الدين والعبادة لكل من المسلمين واليهود وأقرت أن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم وبينهم النصح والبر وإقامة العدل ونصرة المظلوم. ووفرت المعاهدة الحماية والأمن لكل سكان المدينة ومنع التعدي على ممتلكات الآخرين وطالبت الجميع بأن يشتركوا في الدفاع على المدينة في حال تعرضها لاعتداء خارجي. (انظر: السيرة لابن إسحاق)
623 - 624 م ( 2 للهجرة)
«بدر» موقعة فرُضت على المسلمين
عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، اضطر كثير منهم للتخلي عن بيوتهم وممتلكاتهم التي استولى عليها قادة قريش وتاجروا بها ومنعوهم من اصطحابها معهم.
عَلِمَ المسلمون أن قافلة تجارية لقادة قريش ستمر قريبا من المدينة ويترأسها أبو سفيان فخرجوا ليستعيدوا أموالهم منها، فلما أحس أبو سفيان بتحرك المسلمين، غيرّ خط قافلته وأرسل ليُخْبِر قريش اًفخرج قادة قريش بجيش من 950 مقاتلا مجهزين بالعتاد والسلاح.
ولم يكن المسلمون مستعدين لحرب أو معركة ولم يتجاوز عددهم 313 رجلا تقريبا ولم يكن معهم إلا فرسين وعدداً من الإبل، ودعى محمد ربه دعاءً شديداً تضرع فيه وألحّ وابتهل لله.
والتقى الجمعان في منطقة بدر على بعد 155 كم جنوب غرب المدينة وذلك في يوم الجمعة 17 من شهر رمضان السنة الثانية للهجرة. وكان من المدهش لقادة قريش وغير المتوقع لهم أن ينتصر المسلمون على جيشهم في أول معركة يخوضونها، وأن يقتل العديد من قادة قريش وأعيانها في تلك المعركة كأبي جهل وأمية بن خلف والوليد بن عتبة.
624 625- م ( 3 للهجرة)
قادة قريش يهاجمون المسلمين في معركة أحد
حاول قادة قريش الثأر لهزيمتهم في معركة بدر، وخوفاً من أن يفقدوا دورهم السيادي في الجزيرة العربية، حشدوا جيشاً من 3000 مقاتل بمساعدة حلفائهم وأرسلوهم لمقاتلة المسلمين. وحدثت المعركة بالقرب من جبل أحد شمالي المدينة وذلك في السنة الثالثة للهجرة. وأمر محمد مجموعة من الرماة أن يرابطوا على جبل صغير ليحموا جيش المسلمين من خلفهم ولكن نزولهم من على الجبل ومخالفتهم لأمر الرسول وانشغالهم بجمع بعض الغنائم جعل خالد بن الوليد (وكان في جيش قريش) يلتف عليهم مع جنوده من الخلف.
ارتبكت صفوف المسلمين وخسر المسلمون هذه المعركة وأصيب محمد واستشهد فيها كثير من أصحابه ومن بينهم حمزة بنعبد المطلب عم النبي الذي كان يحبه حباً كبيراً.
626 م ( 5 للهجرة)
قادة قريش وقبائل عدة يحاصرون المدينة في موقعة الخندق
يطلق على هذه الموقعة أيضاً اسم موقعة الأحزاب. فقد أجمع قادة قريش وقبائل عدة على ضرورة شن هجوم شامل لقتل محمد والقضاء على المسلمين وذلك من خلال القيام بعمل عسكري موحد يضم عشرة آلاف مقاتل من قبائل مختلفة.
وتشاور محمد مع أصحابه وقرر أن يأخذ باقتراح سلمان الفارسي حفر خندق في شمالي المدينة خصوصا أن المدينة محاطة بصخور بركانية وعرة لا تستطيع الخيل المشي عليها وبالتالي حفر خندق بين الحرة الشرقية (المنطقة البركانية الشرقية) والحرة الغربية لقطع الطريق على قريش وحلفائها. وبالفعل حفر المسلمون خندقا كبيرا بطول 5.5 كم وعرض 4.6 م. وكان المسلمون آنذاك في أصعب أوقاتهم وحاولوا الدفاع عن أنفسهم بكل ما أوتوا من قوة، بما في ذلك الحرب النفسية. وحاصر الأحزاب المدينة المنورة مدة شهر ولم يدخلوها ثم فقد قادة قريش صبرهم وهبت عاصفة قوية قلعت كثيرا من خيامهم فاضطر جيش الأحزاب إلى الانسحاب.
628 م ( 6 للهجرة)
صلح الحديبية.. هدنة مدتها عشر سنوات
وبعد عام تقريبا من غزوة الخندق هدأت خلالها الأمور قليلا، اتخذ محمد مبادرة سلمية وقرر أداء العمرة في بيت الله في مكة المكرمة. وكانت زيارة مكة بقصد التعبد حقاً دينياً وتاريخيا لجميع القبائل العربية وتعهدت قريش بحمايته.
كان أمراً مفاجئاً لقادة قريش أن يروا محمدا مقبلاً نحو مكة وبصحبته 1400 رجل غير مسلح ساقوا معهم الهدي (الإبلوالأغنام).
وبعد مفاوضات مع قادة قريش، وافق الطرفان على اتفاق هدنة مدتها عشر سنوات يتوقف خلالها القتال بين قريش وحلفائها من جهة وبين محمد ومن دخل في عهده من جهة أخرى. وبموجب هذا الاتفاق لا يدخل محمد وأصحابه إلى مكة هذا العام بل يرجعون إلى المدينة على أن يعودوا إلى مكة فيدخلوها معتمرين في العام الذي يلي الاتفاق ولمدة ثلاثة أيام فقط.
ويعطي الاتفاق القبائل والأفراد حرية الدخول لعهد قريش أو عهد محمد دون أن يتعرض أحد الأطراف للآخر. لكن إذا دخل أحد من حلف قريش في حلف محمد فعليه أن يرده إلى قريش، أما قريش فهي غير ملزمة برد من يأتي لها وهو من حلف محمد ، ونص الاتفاق على بنود أخرى ورأى كثير من المسلمين أنها كانت لصالح قريش وليست لصالحهم، لكن محمدا كان ينظر إلى أبعد من ذلك.
629- م ( 6 - 7 للهجرة)
خلال الهدنة، محمد يبلغ الرسالة داخل الجزيرة العربية وخارجها
كانت الهدنة فرصة ذهبية لمحمد ليبلغ رسالة الله تعالى وليحدث الناس بحرية عن الإسلام دون أن يعترضه قادة قريش أو يمنعه أحد من حلفائهم. وخلال فترة الهدنة أرسل محمد بكتب للموك والرؤساء يدعوهم فيها للإيمان بالله الواحد وبرسالته السماوية. ومن هؤلاء النجاشي ملك الحبشة والمقوقس ملك الإسكندرية وكسرى أبرويز والحارث ملك فارس وقيصر ملك الروم الغساني أمير دمشق وكذلك ملوك وأمراء بصرى واليمامة. وخلال فترة الهدنة دخل كثير من الناس في الإسلام.
630 م ( 8 للهجرة)
فتح مكة سلماً ودون قتال
بعد أقل من عامين من توقيع صلح الحديبية واتفاق الهدنة، انتهك أحد حلفاء قريش (بني بكر) الهدنة، فأغاروا على أحد حلفاء محمد (بني خزاعة) وقتلوا منهم عشرين رجلا ولحقوا بهم حتى وصلوا مكة.
وعندما علم محمد بهذه الجريمة حشد عشرة آلاف مقاتل من المسلمين وغادر بهم المدينة متجها إلى مكة. ويذكر أن أبا سفيان جاء إلى المدينة لتبرير تعدي بني بكر على بني خزاعة وطلب الإجارة لكن لم يجره أحدٌ في المدينة.
ولم تكن قريش مستعدة لقتال، فأمر محمد أصحابه وجنوده ألا يقاتلوا إلا من يقاتلهم فدخل مكة سلما ومن دون قتال بل وأعطى الأمان لكل من دخل بيت الله الحرام ولكل من دخل بيته أو بيت أبي سفيان وهو أبرز قادة قريش وأشرافها.
ووصل محمد إلى بيت الله الحرام محاطاً بالمسلمين وهم يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل، وحمد الله تعالى وسط جو رحماني عظيم خشعت له قلوب الناس.
طاف محمد بالكعبة وأزال الأصنام منها وهو يقول «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا « جاء الحق وما يبديء الباطل وما يعيد ».
ثم خطب في الناس خطبة بليغة أكد فيها على وحدانية الله تعالى وطاعته والتخلي عن أمور الجاهلية وأن الناس جميعهم من آدم وآدم من تراب وأن أكرمهم عند الله أتقاهم ثم قال لأهل مكة )وكثير منهم آذوه وآذوا المسلمين وأخذوا أموالهم وأخرجوهم من ديارهم(: يا معشر قريش! ما ترون أني فاعل بكم؟ (وفي رواية أخرى ما تقولون وما تظنون) قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، ثم قال محمد : أقول لكم كما قال يوسف لإخوته «لا تثريب عليكم اليوم, يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين... » (أخرجه البيهقي في «سننه الكبرى »)
-630 631 م ( 8- 9 للهجرة)
القبائل العربية تعتنق الإسلام
بعد هذا الفتح العظيم أسلم كثير من الناس إلا أن بعض القبائل مثل ثقيف وهوازن لم يعجبهم ذلك فقاتلوا محمدا في معركة حنين عام ثمان للهجرة وتراجع المسلمون و ارتبكوا في بداية المعركة لكنهم انتصروا في نهاية هذه المعركة وتوجهوا للطائف معقل قبيلة ثقيف وحاصروها. ودعا محمد ربه أن يهدي ثقيفا وأن يأتي بهم مسلمين. وبفضل الله آمنت هوازن وآمنت ثقيف.
وأقام محمد عام تسعة للهجرة في المدينة المنورة يستقبل الوفود ويبعث العمال ويبث الدعاة في الجزيرة العربية ليعلّموا الناس رسالة الله فدخل في الإسلام معظم القبائل العربية.
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)
(الآيتان 25 - 26 سورة التوبة)
632 م ( 10 للهجرة)
خطبة الوداع
في عام 632 م أدى محمد فريضة الحج في مكة المكرمة وأداها معه أكثر من مائة ألف مسلم. لقد بلغّ محمد رسالة الله للناس وشعر بقرب أجله ورحيله للقاء ربه.
وأراد النبي أن يؤكد على الأسس التي قام عليها الإسلام من عقيدة وشريعة وأن يحذر الناس من أن يتبعوا خطوات الشيطان فيقعوا في محارم الله فخطب بالمسلمين وقد اجتمعوا على صعيد عرفات خطبة جامعة مانعة ثم خطب بهم مرة ثانية في يوم النحر ثم خطب خطبة ثالثة في أواسط أيام التشريق. وتسمى خطبة النبي في حجته "خطبة الوداع".
ولم تكن "خطبة الوداع" مجرد عظة تخللت شعائر الحج، ولكنها كانت لقاءً بين أمة وقائدها. كانت لقاء توصية ووداع، لخص فيها النبي للمسلمين في زمن الرسالة ولمن سيأتي بعدهم على مر العصور مقاصد الدين بعد أن أدى الأمانة وبلَّغ الرسالة ونصح الأمة في أمر دينها ودنياها. فكانت الجموع المؤلفة خاشعة متضرعة، وكلهم آذان مصغية لكلام من لا ينطق عن الهوى.
وطلب من الناس أن يسمعوا قوله ويعقلوه وذكر لهم أنه لا يدري لعله لا يلقاهم بعد عامه هذا، بهذا الموقف أبدا. وفي خطبته أكد على توحيد الله تعالى وإقامة دينه وحذر من الشيطان وأكد على ترك منكرات الجاهلية وعلى إقامة العدل بين الناس وذكر بحرمة الدماء والأموال واحترام العهود والالتزام بالمواثيق واحترام حقوق الآخرين وأوصى بالإحسان إلى النساء وترك الفواحش والتحلي بالأخلاق الحميدة.
632 م ( 11 للهجرة) وفاة النبي
في عرفات نزلت الآية الكريمة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
(الآية 3 سورة المائدة).
ولم يعش بعدها محمد أكثر من ثلاثة أشهر وأيام قليلة. لقد انتهت المهمة العظيمة بعد ثلاثةٍ وعشرين عاما من العطاء والتفاني والإيمان الكبير بالله.
توفي محمد في بيته في المدينة المنورة ولم يترك مالاً ولا ثروة بل ترك كتاب الله وسنة رسوله.
ولا يزال كتاب الله «القرآن الكريم » يتلى آناء الليل وأطراف النهار، وينير قلوب الملايين من الناس في كل بقعة من بقاع الأرض حتى يومنا هذا.
توفي النبي محمد بن عبدالله يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سنة 11 للهجرة ( 632 م) حسب أرجح الروايات.